فيديو: توقعات مستقبل العمل في 1979
مقطع الفيديو يعرض توقعات من الماضي حول تأثير معالج الكلمات على مكتب المستقبل، البرنامج عرض في 11 ديسمبر 1979.
الفيديو يبدأ بعرض مكتب اليوم في ذلك الوقت حيث كل شيء ينجز بالورق، الكثير من الخطابات ترسل بين أقسام المؤسسات أو بين مؤسسة وأخرى وهذه الرسائل تحتاج لنقلها بالبريد أو ينقلها شخص توظفه المؤسسة لهذا الغرض، ثم يعرض الفيديو المتحدث وهو يكتب رسالة بصوته على شاشة تلفاز ثم يرسلها بأمر صوتي ويشرح أنها ستصل من خلال خطوط الهاتف.
لا أظن أن تقنية التعرف الصوتي كانت متوفرة في ذلك الوقت لكنه يعرض فكرة لما قد يحدث في المستقبل القريب وما يبدو في ذلك الوقت كأنه شيء من الخيال العلمي.
ما تكسبه المؤسسات من استخدام الأنظمة الإلكترونية هو الكفاءة أو الفعالية، ما يحتاج لعدد كبير من الناس لإنجازه يمكن إنجازه بعدد أقل وبسرعة أكبر، نحن نعرف ذلك اليوم وأصبح جزء مألوف من الحياة اليومية، في ذلك الوقت كانت الفكرة جديدة.
معالج الكلمات كما يصفه المتحدث هو جهاز للتعامل مع الكلمات، حاسوب خاص لهذه المهمة قد يكلف الكثير أو يكون رخيصاً، وفي هذا الجهاز هناك برنامج يسمى محرر نصي، ثم يعرض محرراً نصياً وفيه نص فيه خطأ، ثم يكتب أمراً لتغيير الأخطاء، هذا محرر نصي غير مألوف لنا اليوم.
الأمر على هذا الشكل:
C/FRED/MARY/^*
الحرف الأول c هو اختصار لكلمة change أو غيّر، كلمة FRED هي اسم في النص، وكلمة MARY هل الكلمة التي يريد الشخص استخدامها بدلاً من FRED ثم علامة ^* تعني أن يفعل ذلك في كل النص، ما هو هذا المحرر؟ طريقة عمله تعجبني وأود لو أعرف كيف ستعمل في محرر جديد.
الجهاز هو طرفية اسمها SWTPC CT 64، الحاسوب في الغالب سيكون من نفس الشركة وفي الغالب سيكون SWTPC 6800، هذا ما وجدته بعد بحث، لكن ما زلت لا أعرف ما هو المحرر النصي.
تحديث: عرفت المحرر النصي، اسمه FLEX EDITOR وهذا دليل استخدام له (ملف PDF)
يعرض البرنامج بعد ذلك نظام يستخدم في مجلس مدينة برادفورد في بريطانيا، المتحدث يقول بأن النظام سمح بتقليل عدد الموظفين إلى النصف ورفع الكفاءة بنسبة 40%، هنا علي أن أتسائل إن كان الموظفون خسروا وظائفهم أم وجدوا وظائف بديلة في المجلس.
ينتقل البرنامج لموضوع آخر وهو العمل من المنزل ويعرض جهاز تيلي تايب من شركة TI، الجهاز يمكنه الاتصال بمؤسسة ويرسل أو يستقبل الرسائل ثم يغلق الاتصال وهذا باستخدام خط الهاتف، المتحدث في الفيديو يصف العمل من المنزل بالثوري وهو محق في ذلك لأن المستقبل يبدو أنه سيجعل الناس يعملون مباشرة من المنزل، التقنيات ستتحسن وسرعات الاتصال سترتفع وتنخفض تكلفتها.
لكن نحن في 2023 ولا زال هناك مدراء وأثرياء يرفعون أصواتهم ضد العمل من المنزل حتى للوظائف التي يمكن إنجازها من المنزل، هذا ليس بالجديد بالمناسبة فقد كان عمال النسيج البريطانيين يعملون من المنزل حتى جاءت المصانع التي لم يرغبوا في العمل فيها لخطرها ولأسباب أخرى وثاروا ضد الآلات، اسمهم Luddite وأصبح هذا الاسم وسيلة للسخرية من كل ناقد للتقنية وأثرها مع أن الثوار لم يكونوا ضد التقنية بل ضد البطالة، هذا حدث في بدايات القرن التاسع عشر.
يتحدث البرنامج بعد ذلك عن إرسال الرسائل الرقمية التي لا تحتاج لأي طباعة، ما نعرفه اليوم بالبريد الإلكتروني، متحدث في الفيديو تكلم بإعجاب عن الجهود في فرنسا وما يعنيه هي شبكة مينيتيل، شركة الهاتف المملوكة للحكومة وزعت أجهزة حاسوب صغيرة تتصل بالهاتف بدلاً من طباعة أدلة الهاتف الورقية وقد كان هذا أرخص مع الوقت، الحاسوب يمكنه الاتصال بخدمات أخرى مثل التسوق وحجز تذاكر القطار والدردشة مع آخرين. الرجل يتحدث كذلك عن تصور مستقبلي ويذكر روابط بين معالجات الكلمات وهو ما حدث فعلياً بصورة مختلفة في الويب.
في نهاية الفيديو المتحدث يذكر أن الثورة الصناعية أخرجت الناس والعمل من المنازل إلى المصانع والآن الثورة الرقمية ستعيدهم للمنازل، لكن نعرف أن هذا لم يحدث كما يتصور الرجل، وتحدث كذلك عن مشاركة الرجل وزوجه لوظيفة واحدة وهذا لم يحدث إذ يحتاج الناس لوظيفتين لتغطية تكاليف المعيشة، المتحدث الثاني ذكر أن هذه الأدوات قد تقود لكارثة بتعزيز قوة الحكومة وسلطتها على الشعب، في نفس الوقت الرجل يرى إمكانية أن تصبح التقنية وسيلة لتحرير الناس من قيود الوظيفة.
في الفيديو معالج الكلمات ليس بالضرورة جهاز أو برنامج بل فكرة بغض النظر عن الأدوات المستخدمة، الفكرة هي كتابة الكلمات، تحريرها، إرسالها وتخزينها، وكل هذا ينجز بوسائل رقمية أكثر فعالية وسرعة من الورق، الفيديو يذهب لأبعد من ذلك ويتحدث عن المشاكل المحتملة للتقنية وكذلك عن الفرص التي تقدمها.
يبقى لنا أن نحكم اليوم على ما حدث في الأربعين سنة الماضية ونعمل على تصحيح أي مشكلة في الأربعين سنة القادمة.
تعليقات
إرسال تعليق